الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان زوجك لا يصلي مطلقا فقد تقدم في فتاوى سابقة أن من أهل العلم من حكم بكفره كفرا أكبر مخرجا من الملة، فلا يجوز لك البقاء معه على هذا القول. ومنهم من لم يحكم بكفره بل اعتبره عاصيا مرتكبا لكبيرة من أكبر الكبائر، وحملوا ما جاء في وصفه بالكفر بأنه الكفر الأصغر، وتجدين ذلك مفصلا في الفتوى رقم: 1061. ولا شك أن فراقه خير على كلا القولين، ولا سيما إذا انضاف إلى ترك الصلاة احتمال كونه يشرب الخمر أو يقيم علاقات غير شرعية. ومن كان مضيعا للصلاة فلا خير فيه، لأنه سيكون لما سواها أضيع.
وأما إذا كان يصلي أحيانا ويترك أحيانا فالصحيح أنه مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب وليس بكافر وسبق في الفتوى رقم: 15494.
وننصحك بعدم اليأس منه حيث قررت البقاء معه، فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، والهداية بيد الله، فأكثري من دعاء الله سبحانه له بالهداية، واستمري في نصحه ودعوته لعل الله يهديه.
واعلمي أن الحياة الزوجية ميثاق غليظ، وعقد متين ينبغي الحفاظ عليه، والحماية له، فقد قال الله تعالى: وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الروم:21}.
ويجب على كل من الزوجين عند النقاش في أي أمر من الأمور أن يكون هدفه الوصول إلى الحق والصواب، وليكن مستحضراً قول العبد الصالح شعيب الذي حكاه عنه الله تبارك وتعالى: إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ {هود:88}.
ونسأل الله أن يعينك ويحقق لك ما تطلبينه من حياة زوجية كريمة.
والله أعلم.