الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الموظف مثلك يعد أجيرا خاصا، وهو من قدر نفعه بزمن، بمعنى أن جميع منافعه في مدة العمل ملك للمستأجر فلا يصرف هذا الزمن في غير مصلحة العمل إلا ما كان مستثنى شرعا أو عرفا أو شرطا أو إذنا، وبما أنه أذن لك أن تفعل في هذا الجزء من زمن الدوام ما تريد فلا مانع من أن تقوم الليل أو تقرأ القرآن أو تقرأ كتابا ونحو ذلك، وأما مسألة هل تثاب على قيامك الليل في هذه الحال، وهي حال أنك ستظل مستيقظا سواء صليت أم لا ، فلا ريب أنك مثاب على صلاتك، فكم من مستيقظ لا يصلي، وأنت إذ تصلي إنما تفعل ذلك بقصد الصلاة لا بقصد البقاء مستيقظا، فإنه بإمكانك أن تظل كذلك بغير الصلاة، وفي البخاري: باب فضل من تعار من الليل فصلى، ثم ساق حديث عبادة بن الصامت وفيه: فإن تؤضأ وصلى قبلت صلاته، والتعار: السهر والتمطي والتقلب على الفراش ليلا مع كلام، فهذا رجل لم يقم للصلاة أصلا وإنما تقلب على فراشه أرقا واغتنم هذا الأرق فقام فصلى فقبلت صلاته، وهكذا من كان يحرس من الليل فاغتنم استيقاظه في صلاة أو ذكر.
والله أعلم.