الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن إعفاء اللحية سنة من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقد قال عليه الصلاة والسلام: فمن رغب عن سنتي فليس مني. ورغب بمعنى: أعرض.
فالواجب على المسلمين القبول بسنته صلى الله عليه وسلم، وعليهم أن لا ينخدعوا بما توحي شياطين الإنس والجن وتزخرف من أكاذيب وأباطيل لتشويه كل من يلتزم بسنن النبي صلى الله عليه وسلم، ويسير على منهجه، قال الله تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ القَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ. {الأنعام:112}
فينبغي للأخت أن تصحح لأهلها المفهوم الخاطئ عن الالتزام باللحية وغيرها من السنن، ولتبين لهم أنه لا يجوز لهم رد الكفء المرضي في دينه وخلقه، وأن من حقها الزواج به، وأن منعهم لها يعتبر عضلا محرما، يسقط ولايتهم عليها، ويعطيها الحق أن ترفع الأمر إلى القاضي ليزوجها.
أما أن تطلب من الشاب أن يخفف لحيته فلا نرى ذلك، إلا إذا كان هو الوسيلة الوحيدة لوصوله إلى ما أباحه الله تعالى له ورغبه فيه من الزواج فحينئذ لا بأس بالتخفيف.
والله أعلم.