الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فتعريف الحياء قد ذكره الحافظ ابن حجر بقوله: قال الراغب: الحياء انقباض النفس عن القبيح، وهو من خصائص الإنسان ليرتدع عن ارتكاب كل ما يشتهي فلا يكون كالبهيمة، وهو مركب من جبن وعفة، فلذلك لا يكون المستحيي فاسقا، وقلما يكون الشجاع مستحيا. انتهى.
وقد ثبت الترغيب في الحياء بالمعنى المذكور، ففي صحيح البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعه فإن الحياء من الإيمان.
وفي سنن الترمذي وابن ماجه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وما كان الحياء في شيء إلا زانه.
وعدم مجالسة أبي الزوجة على مائدة الطعام لا يدخل في هذا التعريف، فهو -إذا- ليس من الحياء. ومع ذلك فلا نرى به بأسا إذا لم يترتب عليه محذور شرعي.
والله أعلم.