الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالطلاق أبغض الحلال إلى الله، ويحرم على الزوجة طلبه لغير عذر شرعي، وينبغي للزوجين أن يحلا مشاكلهما الزوجية، بوسائل الحل الأخرى غير الطلاق، ومن ذلك التحاور بين الزوجين، والاستعانة بأهل الصلاح والرأي، والله تعالى يقول: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا {النساء:35}، فلا يلجأ إلى الطلاق إلا بعد استنفاد كل وسائل الإصلاح.
أما أنت أيتها الأخت الفاضلة فينبغي لك نصح والدتك وتحذيرها من طلب الطلاق لغير ما بأس وإخبارها أنه لا يجوز، ففي الحديث: أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه الترمذي وأبو داود.
كما ينبغي لك نصح والدك بأن يتقي الله فيك وفي إخوانك إن كان لك إخوة، فإن الطلاق معناه تشتت الأسرة، وتشرد العائلة، نسأل الله أن يعافيكم والمسلمين من ذلك، فإذا لم تستطيعي أن تنصحيهما مشاقهة، فبإمكانك أن توجهي لذلك من ترينه أهلاً لذلك ممن هو مسموع الكلمة عندهما من خال أو عم أو غيرهما، أو تكتبي بذلك إليهما.
والله أعلم.