الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن مخاطبة الأجنبية برسالة ونحوها والنظر إليها تشهيا وتلذذاً بها عمل محرم، وتحريمه واضح، قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30}، فهو مع النهي الصريح عنه وسيلة إلى محرم أعظم، ومن المعلوم أن كل وسيلة إلى الحرام فهي حرام، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 1529، والفتوى رقم: 6402.
هذا وقد اجتمعت فيما تمارسه وتقوم به مع هذه المرأة أمور تجعله أشد تحريماً:
أولها: كون هذه المرأة ذات زوج، وعملك هذا انتهاك لحرمة زوجها، وهتك لعرضه، وفي الحديث: كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وماله وعرضه. رواه البخاري ومسلم.
ثانيها: كونك متزوجاً، والمتزوج مؤاخذ في هذه الأمور أكثر من الأعزب والدليل حد الزنا.
ثالثها: أن في ذلك تخبيب المرأة على زوجها، وفي الحديث: ليس منا من خبب امرأة على وزجها، أو عبداً على سيده. رواه أبو داود وغيره.
رابعها: عدم شعورك بالذنب، وهذا ما نلمسه من كلامك، فعليك أن تتوب إلى الله تعالى من هذا العمل، وأن تصرف فكرك عن هذه المرأة التي لا تحل لك.
والله أعلم.