الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اختلف العلماء رحمهم الله في موطن سجود السهو عموما فقيل : كله قبل السلام وهو مذهب الشافعي ، وقيل : كله بعد السلام وهو مذهب أبي حنيفة ، وقيل : ما كان عن نقص فمحله قبل السلام وما كان عن زيادة فمحله بعد السلام وهو مذهب مالك ، وقول للشافعي في القديم ومذهب الإمام أحمد أنه قبل السلام؛ إلا ما ورد فيه النص أنه بعد السلام وهو ما إذا سلم من نقص في صلاته أو تحرى الإمام فبنى على غالب ظنه، وما عداه يسجد قبل السلام .
وعلى القول بالتفريق بين الزيادة والنقص فالسهو الذي حصل منك يكون سجوده بعد السلام لأن فيه زيادة جلوس وتشهد سواء سلمت أو لم تسلم؛ لما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي إما الظهر وإما العصر فسلم في ركعتين ثم أتى جذعا في قبلة المسجد فاستند إليها مغضبا وفي القوم أبو بكر وعمر فهابا أن يتكلما، وخرج سرعان الناس قصرت الصلاة، فقام ذو اليدين فقال: يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فنظر النبي صلى الله عليه وسلم يمينا وشمالا فقال: ما يقول ذو اليدين؟ قالوا: صدق. لم تصل إلا ركعتين, فصلى ركعتين وسلم ثم كبر ثم سجد ثم كبر فرفع ثم كبر وسجد ثم كبر ورفع, قال: وأخبرت عن عمران بن حصين أنه قال: وسلم .
وعلى كلٍ؛ فالأمر فيه سعة والحمد لله ، ولكن إذا سلم المصلي قبل تمام صلاته فالأولى أن يسجد بعد السلام للحديث المتقدم .
والله أعلم .