الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمسلم قد يصيبه طائف من الشيطان ونزغ منه ولكنه إذا ذكر تذكر ورجع وندم على ما بدر منه, والله تعالى يقول: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ { الأعراف:201 } وقد أمر الله تعالى عباده بالقول الحسن فقال عزوجل: وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا { الإسراء:53 } ويقول الله: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ { الشورى:40 } فعلى أخيك الفاضل الكريم أن يستجيب لأمر الرحمن ويحذر من عداوة وكيد الشيطان فإن الشيطان يحب الفرقة والفتنة ليصرف الناس عن الخير وطاعة الله وليوقعهم في الوعيد المذكور في الحديث الذي رواه مسلم قال صلى الله عليه وسلم: تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين والخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجل كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا.
وأفضل المتهاجرين هو من يبدأ بالاتصال بأخيه فيسلم عليه فإن رد الآخر فبها ونعمت, وإلا سلم البادئ من الوعيد المذكور في الهجر وبقي الآخر على حاله, وذلك لما في الحديث المتفق عليه أن رسول الله صلى الله قال: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال, يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا, وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. ولا نظن بأخيك إذا سمع هذه الآيات والأحاديث إلا خيرا, وأنه سيقول سمعا وطاعة لكلام ربي جل جلاله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم, ولا يجوز لأخيك أن يقدم على الإضرار بزوج أخته أو أذيته لمجرد أنه أساء إليه وشتمه فكيف بالقتل الذي هو من أكبر الكبائر والله تعالى يقول: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا { النساء:93 }
والله أعلم.