الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يجعل لك فرجا ومخرجا مما أنت فيه، واعلمي أن تقوى الله عز وجل فيها الفرج والمخرج, قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا { الطلاق:2 }
فالجئي إلى مولاك، وسليه أن يفرج همك، ويكشف غمك، كما ينبغي لك الرضا بما قسم لك من نصيب، وعليك بالصبر على البلاء، فإن النصر مع الصبر, وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر. وعليك بتقوية إيمانك وبالإكثار من الأعمال الصالحة، قال الله تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ { النحل:97 }
ولو كان ما قلت من أنك لو رفعت أمرك إلى القاضي لتعرضت للقتل صحيحا فاعلمي أنه ليس أمامك إلا واحد من أمرين إذا أصر أولياؤك على منعك من الزواج بهذا الرجل. أحدهما: أن ترفعي أمرك إلى القاضي الشرعي وتخبريه بما تتوقعينه من المكروه من قبل أوليائك ليوفر لك الحماية منهم. ثانيهما: هو الصبر على ما أنت فيه تفاديا لما تخشينه مما لا تحمد عقباه من القتل أو قطع الرحم, ولك الأجر إن شاء الله. أما لو وكلت رجلا عدلا من المسلمين ليتولى عقد نكاحك فهذا مع أنه صحيح في حالة الاضطرار إليه كما في الفتوى رقم:71511 يعرضك للقتل .
والله أعلم.