الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكيف ترى أن جلوسها معك وحديثك معها لا مشكلة فيه، ولا يدل على شيء ولم يغير في نفسك شيئاً تجاهها، ولما نظرت إلى ذلك الرجل دبَّ الشك إليك، وما الفرق بينك وبين ذلك الرجل، فكل منكم أجنبي لا يجوز لها النظر إليك ولا إليه، ولا يجوز لك النظر إليها ولا إلى غيرها من الأجنبيات.
وينبغي أن ينضبط الكلام بينكم بقدر الحاجة إن وجدت الحاجة، أما ما يتعلق بالمضي قدماً في الزواج بها فإننا نقول إن الشرع جعل معيار اختيار الزوجين هو الدين أولاً فذلك هو الذي يجعل الحياة الزوجية مستقرة، فإذا رأيت أن هذه البنت ستلتزم بشرع الله تعالى وتتوب إليه مما بدر منها، وإنما كان يحصل منها من خروج معك وجلوس إنما هو بسبب جهلها وسوء تربيتها، فلا بأس أن تتزوجها، وإن كنت ترى أنها على غير ذلك فاتركها فلا خير في حياة بدايتها شكوك وريب، وابحث عن زوجة صالحة.
والذي ننصحك به قبل أن تقرر ما ستقرر هو أن تكف عن اللقاء بهذه المرأة والخروج معها والحديث معها حتى يتم عقد النكاح، فأهل هذه المرأة وإن سمحوا لك بالخروج معها فدينك وإسلامك يمنعك من ذلك، وفقك الله لنيل رضاه، وبلغك من الخير ما تمنيت، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 56052، والفتوى رقم: 33115.
والله أعلم.