الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يعافيك من هذا البلاء، وعليك أن تقطع العلاقة بهذه المرأة نهائياً، وتتوب مما سلف، وعليك الحذر من الوقوع في العشق فإنه مرض يصيب القلب، يصعب التخلص منه، وقد قيل عنه أن مبادئه سهلة حلوة، وأوسطه هم وشغل قلب وسقم، وآخره عطب وقتل إن لم يتداركه عناية من الله، وإذا كنت قد وقعت فيه فعليك بالدواء المذكور في الفتوى رقم: 9360.
ومن الدواء ما ذكره ابن القيم في كتابه القيم (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي) والذي ننصحك بقراءته، حيث قال: ليعلم أي العاشق أن ما ابتلي به من الداء مضاد للتوحيد، فليأت من العبادات الظاهرة والباطنة بما يشغل قلبه عن دوام الفكر فيه، ويكثر اللجأ والتضرع إلى الله سبحانه في صرف ذلك عنه، وأن يرجع بقلبه إليه، وليس له دواء أنفع من الإخلاص لله، وهو الدواء الذي ذكره الله في كتابه، حيث قال: كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ. وأخبر سبحانه أنه صرف عنه السوء من العشق والفحشاء من الفعل بإخلاصه، فإن القلب إذا خلص وأخلص عمله لله لم يتمكن منه عشق الصور فإنه إنما تمكن من قلب فارغ. انتهى.
كما ينبغي لك أن تأخذ بأسباب الوقاية من الوقوع في هذا الداء مستقبلاً، ومنها:
- غض البصر فإن النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، وقد قيل: من أطلق لحظاته دامت حسراته.
- اشتغال القلب بما يصده عن ذلك ويحول بينه وبين الوقوع فيه من الخوف والرجاء، ثم تذكر أن النعم تحفظ بالشكر، وتزول بالمعاصي، كما قال الله تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ {إبراهيم:7}، قال الشافعي رحمه الله:
إذا كنت في نعمة فارعها * فإن المعاصي تزيل النعم
وحطها بطاعة رب العباد * فرب العباد سريع النقم
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى، وأخذ بنواصينا إلى البر والتقوى، وجنبنا الفتن ما ظهر ومنها وما بطن.
والله أعلم.