الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا طلب أحد الوالدين الكافرين من ولدهما إيصالهما إلى الكنيسة لعجزه عن الوصول إليها، فالواجب على الولد إيصاله إليها، نص على هذا فقهاء المالكية، ففي كتاب (الفواكه الدواني) للنفراوي: فيجب على الولد المسلم أن يوصل أباه الكافر إلى كنيسته إن طلب منه ذلك، وعجز عن الوصول بنفسه لنحو عمى؛ كما قاله ابن قاسم. انتهى.
وفي حاشية العدوي: فيقود الأعمى منهما للكنيسة، ويحملهما لها، ويعطيهما ما ينفقانه في أعيادهما، ولا يعطيهما ما ينفقان في الكنيسة أو يدفعانه للقسيس. انتهى.
وتبين بهذا أن وجوب البر بهما في هذا الأمر مقيد بحال الطلب ووجود العجز، وإلا لم يجب. وراجع للمزيد من الفائدة في هذا الفتوى رقم: 37925، والفتوى رقم: 66760.
والله أعلم.