الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الغرائز التي جبل عليها الإنسان إذا وجهت الوجهة الصحيحة وهذبت بتعاليم الإسلام تكون نعمة وخيرا لصاحبها. ومن أخطر هذه الغرائز وأحوجها إلى التهذيب والكظم غريزة الغضب؛ ولذلك أوصى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا طلب منه الوصية فقال له: لا تغضب. فردد الرجل مرارا يطلب الزيادة من الوصية، وفي كلها يقول له صلى الله عليه وسلم: لا تغضب. رواه البخاري.
قال بعض أهل العلم: لا تغضب معناها: لا تفعل ما يسبب لك الغضب، أو ابتعد عن أسباب الغضب، أو لا تنفذ ما يمليه عليك الغضب من الانتقام والقطيعة والسب واللعن.
وقال صلى الله عليه وسلم عندما رأى رجلا اشتد به الغضب: إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
وأرشد صلى الله عليه وسلم الغضبان إلى تغيير حاله التي أصابه عليها الغضب، وإلى الوضوء. وبهذا تعلمين علاج الغضب.
ولذلك فعليك أن تعالجي نفسك بالصبر وكظم الغيظ، فإن الحلم بالتحلم، والصبر بالتصبر، وتذكري قول الله عز وجل: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {آل عمران: 134}
كما ننصحك بتقوى الله والمحافظة على فرائضه وعلى الأذكار المأثورة لأنها مطردة للشيطان ونزغاته.
وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلعي على الفتويين:8038، 58964.
والله أعلم.