الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي وردت به الأحاديث في مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان به صداع في الرأس وحمى شديدة،
فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي بدئ فيه فقلت وارأساه.. فقال وأنا وارأساه . الحديث.وعند الدارمي بلفظ: رجع النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم من جنازة بالبقيع فوجدني وأنا أجد صداعا وأنا أقول وارأساه فقال بل أنا يا عائشة وارأساه.. ثم بدئ في وجعه الذي مات فيه.
وروى البيهقي والحاكم والبخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو موعوك أي مريض عليه قطيفة فوضع يده عليه فوجد حرارتها فوق القطيفة فقال أبو سعيد ما أشد حماك يا رسول الله، قال: إنا كذلك يشتد علينا البلاء ويضاعف لنا الأجر.. الحديث.
فهذه الأحاديث وغيرها مما ورد في مرض النبي صلى الله عليه وسلم تدل على أنه صلوات الله وسلامه عليه أصابه صداع وحمى شديدة حتى توفاه الله إليه. فصلى الله على نبينا كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون، وصلى الله عليه في الأولين والآخرين أفضل وأكثر وأزكى ما صلى على أحد من خلقه.
والله أعلم.