الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالبقيع مكان بالمدينة قرب مسجد النبي صلى الله عليه وسلم عن يسار القبلة وقد أصبح مقبرة دفن فيه كثير من أكابر الصحابة، وأول من دفن فيه من المهاجرين رضي الله عنهم هو عثمان بن مظعون رضي الله عنه، قال الحافظ ابن حجر في الإصابة: توفي بعد شهوده بدراً في السنة الثانية من الهجرة، وهو أول من مات بالمدينة من المهاجرين، وأول من دفن بالبقيع منهم.
وممن دفن فيه الخليفة الثالث الشهيد عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال ابن كثير في البداية نقلاً عن الحافظ ابن عبد البر: دفن الصحابة عثمان بحش كوكب، وكان قد اشتراه وزاده في البقيع.
ومنهم إبراهيم ولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فعند أحمد عن البراء بن عازب قال: مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ستة عشر شهراً، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدفن في البقيع، وقال إن له مرضعاً يرضعه في الجنة. قال شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح.
ومنهم ابن مسعود فعن يحيى بن بكير قال: توفي عبد الله بن مسعود ويكنى أبا عبد الرحمن وهو ابن بضع وستين سنة، وفي سنة اثنتين وثلاثين بالمدينة وأوصى إلى الزبير بن العوام وصلى عليه ودفن بالبقيع. رواه الطبراني في المعجم الكبير.
ومنهم الحسن بن علي بن أبي طالب كما في الإصابة لابن حجر، ومنهم عبد الرحمن بن عوف كما في الإصابة. وغيرهم كثير تطول الفتوى بتعدادهم، ولكن يمكن أن تراجع الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر، وأسد الغابة في معرفة الصحابة للشيخ عز الدين بن الأثير الجزري، وللمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 76083.
والله أعلم.