الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنحث الأخت بداية على التوبة من هذه العلاقة، وأن تسأل الله عز وجل أن يقيها شر هذه المعصية في دينها ودنياها، ولا يجوز لك إخبار خطيبك بتلك العلاقة المحرمة، لأن في ذلك مجاهرة بالمعصية، وقد نهى الشرع عنها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: كل أمتي معافى إلا المجاهرين... الحديث رواه البخاري.
وليس لخطيبك سؤالك عن ذنب بينك وبين الله، فالله سبحانه وتعالى هو الذي يحاسب خلقه، أما المخلوق فله الظاهر، وعلى الله السرائر، ومن حقك ألا تجيبي أو أن تعرضي له بكلام تقصدين به شيئاً، ويفهم هو منه شيئاً آخر، فإن لم يمكنك دفعه إلا بالكذب فلا شيء عليك، وأما خشيتك من أن يعلق تحريمك أو طلاقك على إخفائك شيئا من تلك العلاقة، فنرجو أن لا يقع، وإن وقع فلا خيار أمامك إلا إخباره، وإلا وقع التحريم، لأنه تعليق على أمر منجز، أما بخصوص ما يترتب عليه إذا وقع، فراجعي في ذلك الفتوى رقم: 26876.
ونقول للخاطب: اعلم أن الشرع حرم على المسلم البحث عن عورات المسلمين والكشف عن عيوبهم، وأن الخطايا لا يسلم منها في الغالب إلا من عصمهم الله كالرسل والأنبياء، وذلك لأن بني آدم مجبولون على الخطايا كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول: كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون. رواه الترمذي وغيره، وبالتالي فلا ينبغي لك أن تعرض حياتكما الزوجية للتصدع والانهيار، لأمر لا يسلم منه إلا من عصم الله عز وجل.
والله أعلم.