الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان والداك قد رضيا بزواجك من هذه المرأة بدليل ذهابهم معك وإتمام الخطوبة، فلا يضر ما يظهرانه من تردد بسبب كونها متدينة أو متحجبة، وينبغي لأهلك أن يكونوا عوناً لك على ترك غير المتحجبة، لأنها مخالفة لأمر الله، عاصية متبرجة، فالحجاب فرض من الله تعالى، شرعه الله تعالى حفظاً للمرأة، وصيانة لها لضعفها من المفسدين المعتدين، والمسلم هو المستسلم لأمر الله وشرعه، الُمنْقاد له ظاهراً وباطناً، قال الله تعالى: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا {النساء:65}، ولمعرفة حكم الحجاب، انظر الفتوى رقم: 8287.
والمسلم يعلم أن الأمور بقدر الله تعالى، وأن النفع والضر من الله تعالى، وأن الطيرة والتشاؤم من الأمور التي نهى عنها الشرع، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 14326، والفتوى رقم: 56019.
وعموما ًفإذا كان والداك لم يمنعاك من الزواج بهذه المرأة إلا بسبب تحجبها وتشاؤمهم فلا حرج عليك في مواصلة إتمام هذا النكاح، مع محاولة إرضائهما وإقناعهما، ومن المهم أن تبذل لهما النصح فيما يتعلق بأمر دينهما بحكمة وموعظة حسنة، وخاصة أمك التي ذكرت أنها ربما تكون غير محافظة على الصلاة، وراجع في ذلك للفائدة الفتوى رقم: 40506. والفتاوى المحال عليها فيها.
والله أعلم.