الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيرا على قيامك بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في صالتك للانترنت ونسأل الله تعالى أن يعينك ويثبتك .
أما مسألة محادثة الرجل للمرأة الأجنبية عنه فتجوز عند الحاجة وبقدرها ، وعامة محادثات الانترنت بين الجنسين خارجة عن داعي الحاجة، وتؤول هذه المحادثات إلى شرور لا تخفى على مثلك ، وكما يجب عليك الحيلولة دون دخول الموجودين في صالتك على المواقع الإباحية والفاسدة، فكذا يجب عليك منع من يريد استعمال محلك وأجهزتك في المحادثات المحرمة بين الجنسين ، ولتعلم أن المسألة ليست كلاما فاحشا فحسب بل كل حديث أدى إلى ما لا يحل بين الجنسين فهو حرام؛ لأن الوسائل لها حكم المقاصد ، فلو فرض أن شابا يحادث شابة ويتواعدان ويتبادلان كلام الحب والهوى بدون فحش أو تفحش فهذه المحادثة حرام ولا ريب ، فانتبه لهذا واجتهد في منع المنكر في محلك بسلطانك. هذا، ولا فرق بين أن تكون هذه المحادثات بين شخصين متحدي الدين والوطن أو مختلفيهما فالحرام حرام على الجميع ، والمسلم لا يجوز له أن يكون وسيلة للفعل المحرم بين مسلمين أو كافرين .
وأما مسألة هل المال الذي تأخذه مقابل هذه الخدمة حلال أم حرام ؟ فنقول هناك حالتان :
الحالة الأولى : أن يتم استئجار هذه الخدمة لهذا الغرض المحرم ابتداء إما بتصريح أو بقرينة ظاهرة فالأجرة هنا محرمة .
الحالة الثانية : أن يتم الاستئجار على شيء مباح فالأجرة مباحة وإن ارتكب المستأجر ما هو محرم من خلال هذه الخدمة. وراجع تفصيل ذلك في الفتوى رقم : 39135 .
والله أعلم .