الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج عليك في قبول المال من هذا الرجل، من باب الهدية، فالهدية جائزة عموما لما في البخاري وغيره عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : كان يقبل الهدية ويثيب عليها . ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لو دعيت إلى كراع لأجبت، ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت . وهي جائزة من الرجل الأجنبي إلى المرأة الأجنبية والعكس، روى مسلم عن أنس بن مالك : قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بأهله قال فصنعت أمي أم سليم حيسا فجعلته في تور فقالت: يا أنس اذهب بهذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل: بعثت بهذا إليك أمي وهي تقرئك السلام وتقول: إن هذا لك منا . قال الشوكاني رحمه الله في نيل الأوطار عند شرح هذا الحديث: (والحديث فيه جواز إرسال الصغير إلى من يريد المرسل دعوته إلى طعامه وقبول الهدية من المرأة الأجنبية ومشروعية هدية الطعام) انتهى .
وقال ابن العربي رحمه الله في أحكام القرآن:( وأما الهدية المطلقة للتحبب والتواصل فإنها جائزة من كل واحد، وعلى كل حال . ) انتهى.
هذا من حيث قبول الهدية، يبقى مسألة العلاقة بينك وبين هذا الرجل الأجنبي، فننصحك بتقوى الله عز وجل، وقطع هذه العلاقة، وإذا كان هناك حاجة في الكلام معه، فلتكن على قدر الحاجة، مع التزام الأدب، والأخلاق الإسلامية في تخاطب المرأة مع الرجل الأجنبي، وكان الله في عونك. وللفائدة تراجع الفتوى رقم: 17502 .
والله أعلم .