الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ريب أن تصوير العروسين من المسائل التي عمت بها البلوى وعظمت بها الفتنة، وربما جرت إلى كثير من الويلات، فحري بالمسلم أن يحرص على اجتناب ذلك أصلا من البداية لتسلم له العاقبة والنهاية. فالواجب أولا التوبة مما قد صار وبدر وعدم العودة إلى ذلك في مستقبل العمر.
وأما معالجة ما مضى فتحتاج إلى كثير من الصبر والحكمة والاستعانة بالله تعالى أولا ليوفق إلى أقوم السبل فهو خير معين، ثم الاستعانة بمن يرجى أن ينفع نصحه ليقوم بذلك برفق ولين، فيذكر من عنده شيء من هذه الصور بأن يقوم بإتلافها، ويبين له أن التساهل في ذلك لا يجوز بحال لأنه ليس بأمر تافه كما قد قيل، ومن سعى في سبيل إنكار هذا المنكر وبذل جهده في ذلك فقد أدى الذي عليه ولا يلحقه به إثم
ونوصيك بأن تجتهدي في بث الغيرة في نفس زوجك وأن تذكريه بأنها من صفات المؤمن. روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه. وإن هذه الغيرة تمنع الرجل من أن يقر ما فيه هتك عرضه.
والله أعلم.