الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فحسناً فعلت حين أقدمت على ترك الاتصال بهذه الفتاة وترك تبادل الرسائل معها، فنسأل الله تعالى أن يجزيكما خيرا وأن يحفظ لكما دينكما ، وأولى ما نرشدك إليه في هذا المقام أن تبادر إلى خطبة هذه الفتاة والزواج منها إن لم يوجد مانع من ذلك، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لم ير للمتحابين مثل النكاح . رواه ابن ماجه .
واعلم أن يسر مؤنة الزواج من أسباب بركته، وأن الزواج من أسباب الغنى، فلا ينبغي التهويل من أمر الحاجة المادية فتظل عائقا لك عن الزواج حينا من الدهر. وراجع الفتوى رقم : 17288 ، والفتوى رقم : 61385 ، فإن لم يكن تعجيل الزواج فلا أقل من أن تخطبها عند أوليائها، فإن حصل اتفاق بينكم بها ونعمت ولا حرج حينئذ أن تنتظرك حتى تتيسر أمورك. ولا ينبغي أن تطول تلك المدة كثيرا، وهي في تلك الفترة أجنبية عليك لا يجوز لك النظر إليها ولا الخلوة بها ولا الحديث معها إلا فيما لا بد منه مع الالتزام بالضوابط الشرعية ، وإن لم يحصل اتفاق فاتركها وشأنها، فإن انتظرتك هي وردت الخطاب من تلقاء نفسها فأنت غير مسؤول عن ذلك ، وللفائدة راجع الفتويين رقم : 20200 ، 53375 .
والله أعلم .