الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا من قبل حكم مصافحة المرأة للرجال، ولك أن تراجع فيه فتوانا رقم: 59671.
كما بينا حكم الحجاب في فتاوى سابقة، ولك أن تراجع فيه فتوانا رقم: 4470.
ولك أن تراجع في حكم أنواع الغناء فتوانا رقم: 987.
واعلم أن الشرع الحنيف قد حث على اختيار المرأة ذات الدين والخلق، لأنها تعرف أن طاعة الزوج من طاعة الله، فتطيع زوجها متقربة بذلك إلى خالقها ومولاها، أما من تهمل زوجها وتنشغل عنه ولا تطيعه فإنها لم تتصف بصفات الدين الفاضلة، ولم تتحل بالأخلاق الحسنة، فالأولى لكل من يرغب في الزواج أن تكون ذات الدين والخلق هي طلبه والهدف الذي ينشده، ومن لم يراع تلك الصفات التي حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على صاحبتها فليلم نفسه أولا، فهو الذي عرضها لما يلاقيه من سوء معاملة وقبح معاشرة، ثم ليحاول علاج ما تقابله به زوجته من عصيان وتمرد بالحكمة، فلينصحها مبينا لها ما يجب عليها تجاه زوجها، وأن طاعتها له ومعاشرتها إياه بالمعروف واجب أخلاقي وديني تثاب عليه في الآخرة، وتحمد عليه في الدنيا، وإذا لم تفد جميع العلاجات والنصائح، فالخير –قطعا- في الطلاق حينئذ، لأن دين المرء هو رأس ماله، ولا تؤمَن من هذه حالها أن تفسد على الزوج دينه.
ونسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى إنه سميع الدعاء.
والله أعلم.