الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج على العبد في الاستمتاع بما أحل الله من الطيبات مالم يكن هناك تبذير وإسراف أو إنفاق في غير ما أحل الله، فقد قال تعالى : قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ {الأعراف: 32 } ولو أن شخصا زهد فيها وآثر بها المحتاجين من الفقراء والمساكين واليتامى والأرامل وهم كثير في الأمة فقد يكون هذا أفضل له ، فقد مدح الله الأنصار فقال فيهم : وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {الحشر: 9 } .
والخوف من لقاء الله وحسابه للعبد مطلوب، ولكن بالقدر الذي يمنع الإنسان من ارتكاب النهي أو مخالفة الأمر . وبالجملة فإن من زهد في متع الدنيا وهو يقدر على ذلك وأقبل على الاستعداد للدار الآخرة فإنه على باب من أبواب الخير فلا يلام ، ونرجو لهذه الأخت إن شاء الله أن تكون من هذا النوع من الناس .
والله أعلم .