زهد العبد في الطيبات وإيثار الغير بها

7-9-2006 | إسلام ويب

السؤال:
لي صديقة كانت تحب كل متع الحياة المحللة وكانت متدينة نوعا ما ثم بعد ذلك وقعت في حب شخص لم يكن لها نصيب فيه فاكتئبت وكرهت الدنيا كلها حتى أنها أخذت بتناول دواء للاكتئاب وبعد فترة من أخذها لدواء الاكتئاب عرفت طبيعة الحياة والموت وأن الحياة لا تساوي شيئا لذلك تدينت أكثر وكرهت متع الحياة حتى الحلال منها لأن قلبها كان دائما معلقا بالآخرة وكانت فرحة إن أعرضت عنها الدنيا لأنها دائما تتذكر الموت وتتذكر القبر ويوم القيامة ، الآن بدأت الحياة بكل متعها تأتي لها لكن قلبها عازف عن ذلك ، نصحتها بأن تتمتع بالمتع الحلال لكنها دائما خائفة من حساب الله عز وجل لها حتى على هذه النعم الحلال، فما رأي الشرع في ذلك ، وهل هذا يعتبر اختبارا لها وكيف تتصرف أمام متع الدنيا الحلال التي تأتيها دون أن تسعى لها ؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا .

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج على العبد في الاستمتاع بما أحل الله من الطيبات مالم يكن هناك تبذير وإسراف أو إنفاق في غير ما أحل الله، فقد قال تعالى : قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ {الأعراف: 32 } ولو أن شخصا زهد فيها وآثر بها المحتاجين من الفقراء والمساكين واليتامى والأرامل وهم كثير في الأمة فقد يكون هذا أفضل له ، فقد مدح الله الأنصار فقال فيهم : وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {الحشر: 9 } .

والخوف من لقاء الله وحسابه للعبد مطلوب، ولكن بالقدر الذي يمنع الإنسان من ارتكاب النهي أو مخالفة الأمر . وبالجملة فإن من زهد في متع الدنيا وهو يقدر على ذلك وأقبل على الاستعداد للدار الآخرة فإنه على باب من أبواب الخير فلا يلام ، ونرجو لهذه الأخت إن شاء الله أن تكون من هذا النوع من الناس .

والله أعلم .

www.islamweb.net