الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم الذرية الصالحة، وأن يؤنس وحشة زوجتك بولدها ويهدي قلبه ويصلحه ليكون قرة عين لها في الدنيا والآخرة إنه على كل شيء قدير.
وإن خير ما نرشدها إليه أن تدعو الله تعالى له كي يصلحه، فدعاء الوالدين مستجاب لما أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن، دعوة الوالد على ولده، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم. وفي قصة جريج وأمه الواردة في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: ولو دعت عليه أن يفتن لفتن.
فننصحها أن تكثر من الدعاء له ولا تعجل ولا تقنط، وتتحين أوقات استجابة الدعاء وأسباب ذلك، كما بينا في الفتوى رقم: 25109.
وهذا ابتلاء ينبغي أن يستفاد منه فيحذر من أسبابه، ومنها التقصير في اختيار الزوج الصالح وعدم المحافظة على الأذكار المشروعة في الصباح والمساء وعند اللقاء بين الزوجين كما قال صلى الله عليه وسلم: لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبدا. أخرجه البخاري في صحيحه، وانظر الفتوى رقم: 3768.
وأما حب المرأة لولدها وانشغال فكرها بحاله وتخوفها عليه فهو أمر جبلي لا سبيل إلى منعه فاعذرها فيه، وانتظر لعل الله تعالى يهدي قلب ابنها أو يرزقها منك من تقر به عينها وتأنس به وحشتها فيخفف عليها ما تجده.
والله أعلم.