الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما دامت الفتاة أجنبية عنك فيلزمك قطع أي علاقة بها لأن الإسلام لا يقر مثل هذه العلاقة، ومن الخير لك ولها أن نقول لك إنه يلزم قطعها لأن مثل هذه العلاقة ذريعة إلى الشر والفساد، وربما استغلها الشيطان ليقود إلى ما بعدها، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {النور: 21 } وروى البخاري ومسلم عن صفية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم . وراجع الفتوى رقم : 18297 ، والفتوى رقم : 10570 .
وأما بخصوص زواجك من هذه الفتاة فلا بأس أن تحاول إقناع والدها بالموافقة على زواجك منها، ويمكنك أن تشفع إليه بأهل الخير والمقربين إليه، فإن اقتنع فالحمد لله وإلا فابحث عن غيرها، فربما كان الخير في زواجك من غيرها ، قال تعالى : وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة: 216 } .
وأما من جهة الفتاة فلا ينبغي لوليها أن يرفض زواجها من الكفء وتراجع الفتوى رقم : 998 . ولا يجوز له إرغامها بالزواج من غير الكفء وتراجع الفتوى رقم : 3006 ، ولا بأس بأن تحاول إقناعه بالزواج منك فإن وافق وإلا يجب عليها طاعة والدها في عدم الزواج منك ، وراجع الفتوى رقم : 6563 ، وإن خشيت عضل وليها لها فلها أن ترفع أمرها إلى القاضي الشرعي، فإن ثبت عنده العضل تولى تزويجها من الكفء أو وكل من يزوجها، وتراجع الفتوى رقم : 3804 ، وأما ما ذكرت مما رأيت في المنام من الخير بعد الاستخارة فإن مثل هذه الرؤى يستأنس بها فقط ، والمعول عليه هو أن الإنسان إذا استخار كما أمر فإن الذي سيحصل بعد ذلك هو الخير له سواء تم ما كان يريد أم لم يتم ، وتراجع الفتوى رقم : 11052 .
والله أعلم .