الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يعينك ويتقبل منك هذه الشفقة والعطف والإحسان على قرابتك، فإنه ينبغي للمسلم أن يشارك إخوانه في أحزانهم وأتراحهم، ويواسيهم بما يستطيع من مال. وذلك تحقيقا لمعنى الأخوة الإسلامية التي عبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم أصدق تعبير فقال صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. متفق عليه، واللفظ لمسلم. وفي صحيح البخاري ومسلم وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة . وفي مسلم والمسند وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر عن معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. وتيسير الكراء مرغب فيه في الشرع، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى . والحديث في صحيح البخاري وغيره عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
ثم إن الصدقة على القريب المحتاج أكثر أجرا من الصدقة على المحتاج غير القريب، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: الصدقة على المسكين صدقة وهي على ذي الرحم ثنتان صدقة وصلة . رواه الترمذي وحسنه.
وبناء على هذه النصوص وغيرها كثير، ننصحك بالمضي فيما أردته من الكراء الميسر لهاتين الأسرتين اللتين ذكرت من أمرهما ما ذكرت، واعلم أن الله تعالى سيخلف عليك ويبارك الله فيما أبقيت، وذلك وعد منه وهو لا يخلف الميعاد. وانظر الفتوى رقم : 60478 ، واعلم أن هذا الشعور الثاني الذي يريد صدك عن هذا الأجر الكثير هو من الشيطان يريد به حرمانك من هذا الخير، فلا تطعه وصدق الله حيث قال : الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {البقرة: 268 }
والله أعلم.