الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الإسلام يأمر بحسن معاشرة الزوجة، وبالإحسان إلى البنات، وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 69040، 63981، 50942، 49195.
فزوجك -مع الأسف- بعيد كل البعد عن أخلاق الإسلام وتعاليمه، ليس فيما يجب أن يكون عليه كزوج وأب، بل وحتى في ما يجب عليه كمسلم، فالله عز وجل يقول: وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً {البقرة:83}، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء. رواه الترمذي وأحمد.
فالمطلوب منك أن تبقي على إحسانك وأداء واجبك الذي كلفك الله به من حسن عشرة الزوج، وحسن تربية البنات، واحتسبي الأجر عند الله عز وجل، إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
وننصحك بالصبر على زوجك ودعاء الله عز وجل أن يهديه، ويصلح حاله، ويحببك وبناته إليه، ومعاهدته بالنصيحة المخلصة الرفيقة اللينة، مع محاولة التقرب منه، والتحبب إليه بالتزين له وحسن التبعل.
أما بناتك فعلميهن أن الوالد مهما فعل فله حق على الأبناء؛ لأنه سبب وجودهم في هذه الحياة، وقد وصى الله عز وجل بالوالدين إحساناً، وجعل حقهما بعد حقه سبحانه، وقال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا {الإسراء:23}.
والله أعلم.