الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنشكر السائل الكريم على ملاحظته واهتمامه وقراءته لما ينشر من فتاوى على الموقع، ونسأل الله تعالى أن يزيده علما وحرصا.
وبخصوص عدم جواز إخبار المريض بمرضه فإنه يشترط لذلك أن يكون فيه ضرر عليه كزيادة مرضه والتأثير عليه نفسيا.
وهذا ما ذكرناه في الفتوى المشار إليها.
وإذا علم من أهل الاختصاص أو من يعرفون المريض أن ذلك لا يؤثر عليه فلا مانع من إخباره.
وأما ما يرجى من وصيته وتقربه إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة فيمكن تحقيقه بغير إخباره بالمرض الذي يترتب عليه ضرره، فيمكن أن ينبه بل يحث على كتابة وصيته وعلى فضل التقرب إلى الله بأعمال الخير والمسارعة في ذلك، وبوجوب قضاء الديون وأداء الحقوق إلى أهلها والترهيب من ترك ذلك، وهذه الأمور كلها مطلوبة أصلا من الشخص الذي هو في كمال صحته وعافيته فضلا عمن به أدنى مرض.
ولذلك فلا شك أن ما أشرت إليه فيه مصالح لا يخفى نفعها للمريض ولمن حوله، ولكن تحقيقها ممكن بغير ضرر عليه، ودرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة كما هو معلوم عند أهل العلم عند التعارض، ولا تعارض بين ما ذكره السائل وما ذكرناه في الفتوى.
والله أعلم.