الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
وبعد فنسأل الله تعالى ألا يزيغ قلبك بعد إذ هداك، وأن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه .
ونقول لك أيتها السائلة الكريمة قد عرفت الطريق الصحيح فالزميه ، ولمعرفة شروط التوبة الصادقة وعلامة قبولها راجعي الفتوى رقم: 5450 .
وأما مسألة النذر، فالأصل أن الوفاء به واجب، فقد روى البخاري وأصحاب السنن ومالك وأحمد من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه. ولكن نذرك أقرب ما يكون إلى نذر المعصية لكونه عزوفا عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال للنفر الذين ألزموا أنفسهم ما يشق كصيام الدهر وقيام الليل كله وترك الزواج أبدا قال : أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني. خرجه مسلم
والعزوف عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم معصية سيما أن سنته في الزواج هي سبيل العفاف والتحصن، فمن تركها فقد عرض نفسه للفتن والمحن، وإذا كان كذلك فيكون نذر ترك الزواج مطلقا نذر معصية ونذر المعصية لا يجوز الوفاء به لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث السالف : ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه .
والله أعلم .