الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننبهك أيها السائل الكريم إلى أن الغيرة محمودة شرعا، ولكن شريطة أن تنضبط بضوابطها ولا تجاوز حدها، لئلا تنقلب إلى ضدها، وقد بينا المحمود منها والمذموم في الفتوى رقم: 75940.
فإذا رأيت من سلوك صديقة زوجك ما يدعو إلى الريبة فلا حرج عليك أن تمنع زوجتك منها، ويجب على زوجتك أن تطيعك في ذلك؛ إذ طاعتك واجبة عليها ما لم تأمرها بمعصية. وانظر الفتوى رقم:51430، ويمكنك أن تطلعها على الفتوى رقم:8424، إذ بينا فيها أنواع الحب بين النساء ما يجوز منه وما لا يجوز، كما بينا خطورة الشذوذ الجنسي وحكمه في الفتوى رقم: 31486.
إلا أنه لا ينبغي أن تسيء الظن بزوجتك أو تفتش رسائلها وأرقامها ما لم تلاحظ على سلوكها ما يدعوك إلى قطع الشك باليقين، وحينئذ فلك ذلك وهو من مقتضى القوامة عليها ورعايتها، وقد قال صلى الله عليه وسلم: الرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته. متفق عليه. ولا تغفل تحري الحكمة في كل تصرفاتك، وللوعظ في مثل هذه الحالة دور كبير، وبإمكانك أن تبحث عن أشرطة وكتيبات فيها المواعظ التي ترقق القلوب وتزيد الإيمان، فتسمعها تلك الأشرطة بحضرتك، وتقرأ عليها من تلك الكتب في جلسة حب دعوية، فإن ذلك نافع بإذن الله تعالى، ولا تنس الدعاء والتضرع إلى الله تعالى.
والله أعلم.