الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أولا أن شفط الدهون إذا أدى إلى كشف أي جزء من العورة عند من لا يحل كشفها أمامه من الرجال والنساء لم يجز إلا لضرورة أو حاجة تقرب من الضرورة، وإذا دعت ضرورة إلى إجراء هذه العملية كأن يكون منظر الجسم قد خرج عن المألوف المعتاد بحيث يثير غرابة الناظرين إليه وسخريتهم ونحو ذلك، أو كان لإزالة التشوهات الخارجة عن العادة، أو كان لحماية الجسم من التلف، تفاديا للكسور والالتواءات التي تحصل بسبب زيادة وزن الجسم فلا مانع من إجرائها ولو أدى ذلك إلى الوقوع في محظور كشف العورة، لأن الضرورات تبيح المحظورات، لقوله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام: 119}.
وإذا كان من يريد شفط الدهون امرأة، فالواجب القيام بالعملية عند طبيبة موثوقة، والعكس إذا كان المريد لذلك رجلا.
ويستثنى من هذا ما إذا تعذر وجود امرأة أو رجل في الحال التي يراد فيها علاج أي من الجنسين، وعلى المعالِج حينئذ أن يحتاط في تجنب ما لم تدع الحاجة إلى رؤيته أو لمسه من جسد الشخص المعالَج.
وبناء على ما ذكر، فلا نرى مانعا من اقتنائك الجهاز المذكور، ويجب التقيد بما ذكر من أحكام معالجة النساء.
ولمزيد الفائدة يمكنك أن تراجع فتوانا رقم: 54959.
والله أعلم.