الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذنوب التي تلعن الملائكة مرتكبها كثيرة لا نستطيع حصرها في فتوى كهذه، ولكننا سنورد لك بعضا منها.
- فأعظمها الموت على الكفر، والعياذ بالله. قال سبحانه وتعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ {البقرة : 161}.
- ومنها كتمان العلم. قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ {البقرة: 159}.
- ومنها انتساب الشخص إلى غير أبيه. روى الشيخان من حديث علي رضي الله عنه وفيه: "ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا .
- ومنها ارتكاب الظلم في المدينة المنورة أو إيواء الظالمين فيها. روى البخاري ومسلم من حديث علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المدينة حرم ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل. قال الحافظ في الفتح: والمراد بالحدث والمحدث: الظلم والظالم على ما قيل أو ما هو أعم من ذلك.
- ومنها عدم حكم الأئمة بالعدل وعدم وفائهم بالعهد. روى الإمام أحمد في المسند عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على باب بيت رجل من الأنصار فقال: الأئمة من قريش، إن لهم عليكم حقا، ولكم عليهم حقا مثل ذلك، ما إن استرحموا فرحموا، وإن عاهدوا وفوا، وإن حكموا عدلوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
ونحسب أن هذا القدر كاف.
والله أعلم.