الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه، وأن يهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، إنه سميع مجيب.
وأما ما سألت عنه من خبر الفتاة ووليها.. فالجواب عنه أنه لا ينبغي لولي الفتاة عضلها ومنعها من الزواج ممن ترغب إن كان كفؤا ذا دين وخلق، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وغيره بإسناد حسن، وروى الإمام أحمد وأبو داود رحمهما الله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، مؤمن تقي وفاجر شقي، أنتم بنو آدم، وآدم من تراب، ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن.
وقال الإمام الصنعاني في سبل السلام: قد صح أن بلالا نكح هالة بنت عوف أخت عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنهم.اهـ . ومعروف مكانة هالة القبلية فهي من أشراف قريش وساداتها ، فالكفاءة المعتبرة على الراجح إنما هي في الدين كما بينا في الفتويين رقم: 998 ، 75991 ، وما دمت حرا ذا خلق ودين فيجوز لك أن تتزوج من تلك الفتاة، وليس لوليها عضلها، وإن فعل فهو ظالم، ولها رفع أمرها إن شاءت إلى السلطان.
فإن لم يتيسر ذلك فننصحك بالبحث عن غيرها من ذوات الدين والخلق، واعلم أن الخير فيما يسره الله وقدره. وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ {البقرة: 216}
ومن استخار فقد وكل أمر الاختيار إلى ربه: أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ {الملك:14}
وما دمتما قد استخرتما الله عز وجل فقرا عينا أنه لن يكون إلا ما فيه الخير لكما، سواء أكان الزواج أم عدمه، وأما الرؤى والأحلام فيستأنس بهما، ولكن لا يمكن أن يبني الإنسان عليهما أمرا أساسيا من دينه أو دنياه بحيث يعمل بمقتضاهما كفا أو امتثالا. وللفائدة انظر الفتوى رقم:11052.
والله أعلم.