الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث الذي أشرت إليه رواه الترمذي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى بعد المغرب ست ركعات لم يتكلم فيما بينهن بسوء عدلن له بعبادة ثنتي عشرة سنة. قال أبو عيسى -الترمذي- وقد روي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صلى بعد المغرب عشرين ركعة بنى الله له بيتاً في الجنة. قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث زيد بن الحباب عن عمر بن أبي خثعم قال: وسمعت محمد بن إسماعيل يقول عمر بن عبد الله بن أبي خثعم منكر الحديث وضعفه جداً.
وعلى فرض صحة الحديث فلا دلالة فيه على إجزائه عن قضاء الصلاة المتروكة لأن الوارد فيه إنما هو في الثواب لا في الإجزاء عن غيره من الصلوات، ومعتمد المذاهب الأربعة وجوب قضاء الفرائض المتروكة عمداً، وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 12700.
وعليه فما تركته من الصلوات المفروضة بعد بلوغك يجب عليك قضاؤه فوراً، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 10024 لعلامات البلوغ، والفتوى رقم: 31107 لكيفية قضاء الفوائت.
والله أعلم.