الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن إسماعيل عليه السلام كان نبيا وكان رسولا كما صرحت بذلك الآية الكريمة، فقد جمع الله عز وجل له في هذه الآية هذه الأوصاف الحميدة وهي النبوة والرسالة وصدق الوعد والأمر بالمعروف، فقال تعالى : وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا {مريم : 54 ـ 55 }، قال ابن كثير : وكان إسماعيل عليه السلام رسولا إلى أهل تلك الناحية وما والاها من قبائل جرهم والعماليق وأهل اليمن . وقال القرطبي: اختلف فيه فقيل هو إسماعيل بن حزقيل والجمهور أنه إسماعيل الذبيح أبو العرب بن إبراهيم . وكان رسولا نبيا أرسل إلى جرهم .
ولذلك فإن المعلوم عند أهل العلم أن إسماعيل عليه السلام كان نبيا ورسولا، وكذلك كان موسى عليه السلام كما في الآية الكريمة أيضا، ولكن موسى عليه السلام كان من أولي العزم من الرسل، قال ابن كثير: كان من المرسلين الكبار أولي العزم الخمسة وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم . وعلى هذا فكلا الرجلين كان نبيا ورسولا كما هو صريح الآيتين .
والله أعلم .