الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل أنه يحرم هجران المسلم فوق ثلاث إلا لوجه شرعي، لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما من يبدأ بالسلام. رواه البخاري.
ولكن أهل العلم قد أباحوا الهجر فوق ثلاث لمن كانت مكالمته تجر ضرراً على المرء، قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر: أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث، لمن كانت مكالمته تجلب نقصاً على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه أو دنياه، فرب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية.
وعليه؛ فلا نرى أن عليك إثماً فيما قررته من مقاطعة زميلتك التي ذكرت من أمرها ما ذكرت، والأفضل أن لا تيأسي من نصحها والصفح عنها، وأما محاولة استرجاع صداقتها، فإن كنت تخشين منها تأثيراً على دينك فاجتنبيها.
والله أعلم.