الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كانت بنت خالة زوجك محرما له من الرضاعة فهي أخته مثل سائر أخواته، ولا ينبغي أن تغاري منها إلا إذا ظهر من تصرفه تجاهها ما يريب، وأما إن كانت أجنبية عنه فهي كغيرها من الأجنبيات لا يجوز له أن يرى منها عورة أو يلمس لها جسدا مثل سائر الأجنبيات عنه، ولك أن تغاري منها إن فعل ما يدعو إلى ذلك، فناصحيه بالابتعاد عن ما لا يجوز له، ولتكن مناصحته باللين والإحسان ليقبل ذلك، لكن بعض النساء تكون الغيرة عندهن مفرطة فيتوهمن بعض الأشياء لغير سبب، ويحكمن العاطفة أكثر من العقل، فإن كنت من أولئك فحاولي التخفيف من ذلك، ولا تصدقي الهواجس والظنون، واعلمي أن بين زوجك وابنة خالته رحم فقدري ذلك، ولا تجعلي نفسك ندا لها قطعا لأسباب الخلاف وحفاظا على بيتك وأولادك.
وننصحك بالصبر على أذى أهل زوجك وعامليهم جميعا بالتي هي أحسن لتذهب روح الجفاء بينكم، ولا يضيرك أن تعتذري لابنة خالته إن كنت أسأت إليها، وحاولي التقرب منها وكسب ودها لتكسبي ود زوجك وأهله، واعلمي أن إكرام أهل الزوج ورحمه من إكرامه هو وحسن معاشرته كما بينا في الفتوى رقم : 70321 ، واعلمي أن الزوجة الصالحة الحكيمة هي التي تجمع الرجل بأهله وتسعى فيما يؤلف بينهم، ولا تجعل نفسها ندا لهم، فكوني كذلك تسعد نفسك وتقر عينك وتسود المحبة والألفة أرجاء بيتك، وانظري الفتوى رقم: 13748 ، علما بأن لك الحق في سكن مستقل عن أبوي زوجك وعن غيرهما بالأحرى.
كما ننصح زوجك بالإحسان إليك وإكرام عشرتك ومراعاة مشاعرك، وأن يوازن بين حقك عليه وحق أهله، فلا يفرط في أحد الحقين، ولا يغلب كفة أحد الطرفين كما بينا في الفتوى رقم : 2383 ، وبهذا يزول الجفاء بينكما بإذن الله .
والله أعلم .