الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كلمة (واقعة عين) يعنى بها المسألة التي وقعت في شخص معين، فالواقعة اسم فاعل من الوقوع وهو حصول الشيء، والعين يراد بها ذات معينة، ومسألة واقعة عين بينها تشابه مع الرخصة الحاصلة لشخص معين، وقد ثبت النص بتخصيصه بها مثل ترخيصه صلى الله عليه وسلم لأبي بردة بن دينار في التضحية بجذعة المعز كما في حديث الصحيحين، فهي رخصة له خاصة.
وبينهما اختلاف في الرخصة العامة الحكم مثل رخصة المسح على الخفين والتيمم لمن شرع له، فهي عامة ولم يعتبر فيها شأن من نزل الحكم بسببه، وفي مثل هذا يقول الأصوليون: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. وأما التفصيل في الموضوع وتعداد الوقائع والأحاديث النبوية فيه فهو موضوع يحتاج لبحث كبير، ونحن مشغولون بإجابة الناس في نوازلهم واستشكالاتهم الشرعية عنه، بارك الله فيك، وتقبل منا ومنك جميع الأعمال.
والله أعلم.