الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرت أنكم وجدتموه في أغراض والدكم من أوراق قلت إنها صغيرة بيضاء مكتوب على بعضها (بسم الله الرحمن الرحيم) وأن فيها كلاماً بعضه مفهوم كبعض وصفات الأعشاب الطبيعية، وأخرى مكتوب عليها بخط غير واضح وغير مقروء.. أقول: إن مجرد كون بعضها بخط غير واضح وغير مفهوم لا يفيد حتما أنها مما نهى عنه الشرع، خصوصاً أنك ذكرت أنك تشهد أن والدكم كان محافظاً على الصلوات الخمس، مؤدياً لها جماعة في المسجد رغم كبر سنه، وأنه كان يعتقد أن الشفاء بيد الله -سبحانه وتعالى- وذكرت أنه في السنوات الأخيرة لم يعد يهتم بهذه الأمور، فلا أقل -إذاً- من أن يكون قد تاب منها على افتراض أن فيها بعض المحاذير الشرعية، وبما أنه قد أفضى إلى ما قدم، فنسأل الله تعالى له المغفرة، ونرجو أن لا يكون فيما وُجد في أغراضه بأس، وأن تقبل توبته.
واعلم أن التمائم جمع تميمة وهي ما يعلق من خرزات وعظام ونحو ذلك لدفع العين والسحر ونحوه، وقد سميت تميمة لاعتقاد أصحابها أنه يتم أمرهم ويُحفظون بها، وتعليق التمائم محرم لأنه من التشبه بالجاهلية، وإن اعتقد فيها النفع والضر من دون الله عز وجل كانت شركاً أكبر.
والدليل على كون التمائم من الشرك هو قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الرقى والتمائم والتولة شرك. رواه أحمد وأبو داود. والمراد بالرقى في هذا الحديث: الرقى المشتملة على الشرك بالله.
وإذا كانت التميمة من القرآن، فقد اختلف أهل العلم في جواز تعليقها، والصحيح أنه لا يجوز، وبه قال ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما، وهو ظاهر قول حذيفة وعقبة بن عامر وابن عكيم.
وأما الكيفية التي يتخلص بها من هذه الأشياء التي فيها اسم الله فيمكنك أن تراجع فيها الفتوى رقم: 660.
والله أعلم.