الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يحل للمسلم أن يهجر أخاه لحظ نفسه أكثر من ثلاث ليال، لما روى أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث. رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم.
وحسبك في النكير على من قطع أخاه أنه يُحرم من مغفرة الله عز وجل بسبب الشحناء بينه وبين أخيه المسلم، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا.
فعلى أهلك وأصهارك أن يصطلحوا ويتزاوروا وخيرهم من يبدأ بذلك: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ {الشورى:40}، والتزارو غير واجب على أحد منهم، وإنما السلام إذا التقيا، ولكن الأولى هو الصلة والتزاور لأن ذلك أدعى للألفة والمحبة، وحاول أنت جاهداً أن تصلح بينهما، فإن لم تفد فانظر في أقربائك وأصحاب الوجاهة من قومك كي يؤثروا عليهم فيصطلحوا.
وأما فسخ أهلها للعقد فليس بأيديهم ذلك ما دام العقد قد حصل لأنها أصبحت زوجة لك وفي عصمتك بالعقد فأنت مالك عصمتها، وننصحكما إن حدث بينكما شيء لاحقاً أن لا تخبرا به أحداً من أهليكما، فالمشاكل إن كانت بينكما فحسب سرعان ما تتلاشى وتزول وإن علم بها الأهل فإنها تتفاقم ويتضاعف شررها فيجعلون من الحبة قبة، وأنتما اللذان ستدفعان ثمن ذلك.
والله أعلم.