الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل المولى جل وعلا أن يعينك على طاعته، ويباعد بينك وبين معصيته، ويرزقك رضى والديك وبرهما، ويغنيك من فضله، وييسر لك أسباب التماس رزقه؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والذي ننصحك به أيها السائل الكريم هو أن تعجل بأمر الزواج فإنه من أسباب الغنى ووسائل جلب الرزق مع ما فيه من التعفف عن الحرام، قال تعالى : وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور: 32 } وانظر الفتويين رقم : 7863 ، 6121 ، وأولى الخيارات هو الأول -فيما نرى- هو أن تتزوج وتستقدم زوجتك لتعيش معك في مكان عملك، وسيجعل الله لك بعد عسر يسرا : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {الطلاق: 2 ـ 3 } وفي ذلك إعفاف لها ولنفسك عن الحرام، ولأن تركها وحدها فيه ما فيه من المخاطر مع ما في ذلك كله من التكاليف من إيجار ونفقة وغيرها فتصبح الأسر ثلاثة: أهلك وزوجتك ونفسك ، فالذي ننصحك به هو أن تستخير الله تعالى أولا وتسأله التوفيق ثم تسارع بالزواج؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء . رواه البخاري ومسلم .
وبذلك ترضي والديك وتحقق رغبتهما، فاستعن بالله تعالى وتوكل عليه، واختر من ذوات الدين والخلق من تسعد بها نفسك وتقر بها عينك، وإياك وخضراء الدمن. واللفائدة انظر الفتويين رقم : 70148 ، 62284 .
والله أعلم .