الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن واجب المسلم أن ينصح أخاه المسلم ويحرص على هداه، ويوصيه بالحق، وأن يكثر الدعاء له، ويجيبه عما في قلبه من الشبهات، ويرقق قلبه بالمواعظ، وعليه أن يتحفظ من الإكثار من مجالسته إن كان يخشى على نفسه التأثر من انحرافه، والأولى أن يبحث له عن صحبة صالحة تعينه على التأثير عليه وعلى إقناعه بالمنهج السليم.
وأما حكمه فعليك أن تحمد الله أن صديقك يعتبر الكتاب والسنة مرجعين له فهذا أمر محمود ومؤشر خير؛ إلا أنه يتعين عليك أن تنبهه إلى أن كلام أهل العلم يساعد في فهم القرآن والسنة ويوضح مشكلهما ويوضح ما إذا كان للدليل مخصص أو مقيد أو ناسخ أو غير ذلك.
وأما طعنه في المعاصرين من أهل السنة فحاول أن تطلعه على كلامهم وتبين له حرصهم على العمل بالكتاب والسنة وتبين له الدليل الشرعي والصواب فيما ينقمه عليهم إن كان الحق معهم في ذلك.
وأما اطلاعه على الموقع النصراني فبين له خطورته وحرمته على من لم يكن له قدم راسخة في العلم الشرعي تحميه من التأثر بشبهات أهل الضلال، ووضح له أنه إذا لم يمكن الجهال أن يقنعوا النصارى بأحقية دين الإسلام فإن سبب ذلك هو جهل الجاهل وليس عدم أحقية الإسلام.
فلو وجد عالم متخصص لأفحمهم ورد حججهم كما فعل العلماء قديما وحديثا مثل شيخ الإسلام في القديم، ومثل أحمد ديدات في العصر الحديث.
فعلى من لم يستطع حوار أهل الضلال أن يسعى هو في نفسه لتقوية إيمانه وتعلم ما يلزمه تعلمه من أمور الدين، ويعزم على السعي في هداية الناس، فإن لم يتمكن من إقناعهم بسبب جهله فلا حرج عليه لأنه ليس مكلفا إلا بما في وسعه.
وأما كلامك مع صديقك عن هذا الشخص فإن كان الباعث عليه شفقتك على هذا الشخص وتخوفك عليه من التأثر بالباطل فنرجو أن لا يكون عليك فيه إثم.
ولا مانع أن تطلب منه أن يسامحك دون أن تصرح له بما قلت. وراجع الفتاوى التالية أرقامها لمعرفة مكانة المرأة في الإسلام وللمزيد عما تقدم: 33346، 64606، 70483، 63944، 5729، 2073، 16441، 20030، 14742، 18997، 36984.
والله أعلم.