الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان دم الحيض الذي نزل عليك بعد الأربعين قد انقطع انقطاعا تاما حسب عادتك في الطهر بنزول القصة البيضاء أو الجفوف، وكان بين انقطاعه وما رأيت من الكدرة مدة طهر، فإن هذه الكدرة تعتبر حيضا جديدا لأنها في زمن الحيض.
قال ابن أبي زيد المالكي في الرسالة: ...........حتى يبعد ما بين الدمين مثل ثمانية أيام أو عشرة فيكون حيضا مؤتنفا.
وكذلك إذا لم يكن الحيض قد انقطع انقطاعا تاما فإن الكدرة تعتبر امتدادا له حتى تتم مدته وترين علامات التطهر من الجفوف أو القصة البيضاء. لحديث أم عطية رضي الله عنها: كنا لا تعد الكدرة والصفرة شيئا. رواه البخاري. وفي رواية لغيره: كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئا.
ومفهومه أنهم يعدونها في زمن الحيض حيضا؛ لما رواه مالك في الموطأ: كان النساء يبعثن إلى عائشة رضي الله عنها بالدرجة فيها الكرسف فيه الصفرة أو الكدرة فتقول: لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء.
وعلى هذا، فإن ما تجدين من الكدرة والصفرة زمن الحيض يعتبر حيضا يمنع ما يمنعه الحيض.
وللمزيد نرجو أن تطلعي على الفتاوى: 5800، 6399، 538، 16969.
والله أعلم.