الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن النصوص فرقت بين قضاء الصلاة والصوم بالنسبة للحائض، فأوجبت عليها قضاء الصيام وأسقطت عنها قضاء الصلاة رحمة بها، لأن الصلاة يشق عليها قضاؤها بخلاف الصوم، ففي صحيح مسلم: أن امرأة سألت عائشة رضي الله عنها ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة، فقالت: أحرورية أنت؟ قالت: لست حرورية ولكني أسأل، فقالت عائشة: كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة.
وهذا الأمر وإن كانت السنة انفردت ببيانه فإن النبي صلى الله عليه وسلم مبين لما في كتاب الله تعالى، كما قال الله تعالى عنه: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ {النحل: من الآية44} وقد بين الله تعالى أن طاعة رسوله طاعة له فقال في كتابه: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا. {النساء:80}، فالواجب على المسلم التسليم لما جاءه به النبي صلى الله عليه وسلم ولا يجوز رده لكونه لم يأت في القرآن الكريم بعينه، والراد للسنة راد للقرآن الآمر بالأخذ بها والعمل بمقتضاها.
وعلى ابنتك أن تحذر من مجالسة من يحملن هذا الفكر الخبيث لدين المرء ، فقد قال صلى الله عليه وسلم: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
وقال صلى الله عليه وسلم: مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد، لا يعدمك من صاحب المسك إما: أن تشتريه أو تجد ريحه، وكير الحداد يحرق بدنك أو ثوبك أو تجد منه ريحا خبيثة. رواه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري
والله أعلم.