الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يذهب عنك الهموم والغموم، وأن يرزقك السعادة والطمأنينة، وانشراح الصدر وقبول التوبة والاستقامة على الصراط المستقيم.
وننصحك ايتها السائلة الكريمة بالإعراض عما تجدينه من وساوس وأوهام فقد تبت إلى ربك وستر عليك، فلا تفضحي نفسك ولا تحدثي خطيبك أو غيره بما كان منك، ففي الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمن ألم بشيء منها فليستتر بستر الله تعالى، وليتب إلى الله تعالى، فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله. رواه الحاكم من حديث ابن عمر، ورواه مالك في الموطأ مرسلاً عن زيد بن أسلم.
فاستتري بستر الله ولا تخبري أحداً، وإذا سألك زوجك وكنت فعلاً غير بكر فلك أن توري له بأن تقولي له أن البكارة قد تزول بأمور كثيرة كاندفاق الحيض والركوب على الحاد وبالعادة السرية وغيرها، كما قدمنا في الفتاوى السابقة، ولا داعي للتأكد عند الطبيبة أو غيرها لحرمة كشف العورة إلا لضرورة، ولا ضرورة هنا تبيح ذلك، وانظري الفتوى رقم: 61699، 18469.
ولو افترضنا أنك غير عذراء فلا ينبغي لك أن تعرضي عن الزواج لما في ذلك من تعريض نفسك للحرام والاستجابة لوساوس الشيطان فقد يكون زوجك ممن لا يهتم بذلك ولا يهمه ماضي المرء بعد استقامته وصلاح حاله، واعلمي أن أكثر ما تجدينه من وساوس هو من الشيطان فاطرديه عنك بالذكر وقراءة القرآن والتوبة النصوح إلى الكريم الرحمن، وسيجعل لك من أمرك يسراً، ويشرح صدرك لما هو خير لك فهو ولي الصالحين، نسأله سبحانه أن يجعلنا وإياك من أولئك إنه سميع مجيب. وللفائدة انظري الفتوى رقم: 20941.
والله أعلم.