الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته عن صديقتك من أنها اقترفت معاصي كثيرة وأقامت علاقات كثيرة مع رجال، وأن أولئك الرجال كانوا يقدمون لها هدايا كثيرة وأموالاً تقديراً لها، يعتبر خطأ كبيراً منها، وكفرانا لنعمة الله الذي أنعم عليها بما ذكرته عنها من الجمال، والحمد لله أنها قد تابت من كل ذلك، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له؛ كما في الحديث الشريف.
ثم ما ذكرته من أنها كانت تساعد كثيراً من الناس والفقراء وأقاربها وكل من يلجأ إليها ومن لا يلجأ، وأنها تتصدق بالكثير... أقول: إن هذا كله لا ينفعها عند الله، لأن الصدقة من هذا المال المحرم غير صحيحة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً.. رواه مسلم عن أبي هريرة.
أما الآن - وقد ذكرت أن الله قد منّ عليها بالتوبة - فالواجب عليها لكي تتم توبتها هو أن تتخلص من هذا المال في وجوه الخير وفي المصالح العامة للمسلمين بنية التخلص منه لا بنية الصدقة، وسواء في ذلك الهدايا النقدية وما معها من الأساور والخواتم، وإذا كان أهلها وأقاربها محتاجين فلا مانع من صرف ذلك المال أو بعض منه عليهم، لأن صرفه على الفقراء والمحتاجين وجه صحيح من وجوه التخلص منه.
والله أعلم.