الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا الذي تقوم به من مساعدة الناس يعتبر من أعظم أعمال البر، ومن أفضل أعمال الخير، وقد ورد الترغيب في السعي في قضاء حوائج الناس، ففي صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة.
وفي صحيح مسلم ومسند أحمد وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
وعليه، فإذا كنت تستطيع مواصلة ما كنت تمارسه من الخير، وليس عليك في ذلك مشقة تتجاوز حدود طاقتك، فإن من شكر ما ذكرته من نعم الله عليك أن تستمر على ما أنت فيه، وتحاول إرضاء زوجتك وإقناعها بفوائد هذا الأمر في الدنيا والآخرة.
وإن كنت تجد في طلبات الناس حرجا زائدا على قدر تحملك، فلا بأس عليك في أن تعتذر لمن ليس مضطرا إلى سيارتك؛ فإنه لا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
ونسأل الله أن يعينك على نفع الناس، ويبارك لك في أهلك، ويجعلنا وإياك في خدمة دينه والمسلمين.
والله أعلم.