الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاستقبال طلبة المدارس الهاربين من المدرسة، والسماح لهم بالجلوس في المركز واستخدام الأنترنت أو الألعاب، فيه عدة محاذير شرعية.
1. أنهم إذا كانوا بالغين فالدراسة في حقهم إما أن تكون واجبة إذا كانت تشتمل على تعلم ما تجب معرفته، وإما أن تكون واجبة لكون آبائهم قد أوجبوها عليهم، ومعلوم أن طاعة الوالد واجبة في المعروف. والقاعدة الفقهية تقول: كل مباح تُوُسل به إلى ترك واجب أو فعل محرم، فهو محرم.
2. أن المال الذي سيشاركون به في هذه الألعاب ليس ملكا لهم، بل هو لآبائهم ولم يعطوه ليصرف في الهروب عن الدراسة.
3. أن ما ذكرته من أمر ذلك الطالب الصغير الذي يمد يده للآخرين بحجة أن أبويه لا يعطيانه مصروفا ثم يأتي لكي يلعب بهذه الأموال... أقول: يعتبر توفير خدمة الأنترنت له وسيلة لعونه على الإثم؛ لأن مد اليد للناس واستجداءهم لا يجوز إلا لواحد من ثلاثة بيناهم من قبلُ، ولك أن تراجع لمعرفتهم فتوانا رقم: 17909.
وهذا كله على تقدير أن الأولاد لا يدخلون إلا على المواقع المشروعة في الأنترنت، وإلا كان مجرد الدخول على غير المشروعة موجبا للتحريم.
وبناء على جميع ما ذكر، فليس من الجائز لك أن تسمح لأولئك الأولاد بالدخول واللعب في أوقات الدراسة.
والله أعلم.