الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا من قبل علامات البلوغ الشرعية، ويمكنك أن تراجع فيها الفتوى رقم: 10024.
والمرء قبل أن يظهر عليه بعض هذه العلامات لا يأثم بارتكابه شيئاً من المخالفات الشرعية، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون المغلوب على عقله حتى يبرأ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم. كما في المسند والسنن.
وأما بعد البلوغ فإنه يكتب عليه ما ارتكبه من المخالفات، ولكن الله تعالى قد تكفل لمن اجتنب الكبائر أن يكفر عنه الصغائر من السيئات، قال الله تعالى: إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا {النساء:31}، كما أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له كما في الحديث الشريف، وقد قال الله تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}، وقال تعالى: إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ {البقرة:222}، وقال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
وعليه فحل المشكلة يسير على من يسره الله عليه، وهو أن تتوب إلى الله من جميع الذنوب توبة خالصة، نادماً على كل ما كان قد صدر منك، وعازماً على أن لا تعود إلى مثله.
والله أعلم.