الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ففي البداية نسأل الله العلي القدير أن يفرج همكم، ويرزقكم رزقاً حلالاً، وأن يمن عليك بزوج صالح، إنه على ذلك قدير وهو بإجابة من دعاه جدير.
واعلمي أيتها الأخت الكريمة أن من واجبك وأمك أن تقوما بنصح عائلكما وتخويفه من عذاب الله عز وجل إذا هو تمادى ولم يتب من كسبه الحرام.
وأما بخصوص أكلكما من ماله الحرام فهذا ينظر فيه، فإن كان كل مصدر رزقه من الحرام، فلا يجوز لكما الأكل منه إذا كنتما قادرتين على الكسب، وإن كان له مال حلال وآخر حرام وكان الحرام أكثر، فقد ذهب كثير من أهل العلم إلى القول بمنع الأكل منه كذلك، وذهب آخرون إلى الجواز. وانظري في تفصيل ذلك الفتوى رقم: 6880.
وإذا كنتما مضطرتين إلى العيش من كسب عائلكما ولم تجدا وسيلة تغنيكما عنه، فلا حرج عليكما في الأكل منه، والإثم حينئذ يكون عليه هو وحده، فقد قال الله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام:119}، وقال تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ {البقرة:173}، وحد الضرورة هو ما يغلب على الظن وقوع المرء بسببه في الهلكة، أو أن تلحقه بسببه مشقة لا تحتمل، أو لا يتمكن المرء معها من تحقيق الحد الأدنى من حياة الفقراء، والضرورة -في حال ثبوتها- تقدر بقدرها، وحيث زالت أو وجد ما يقوم مقامها وجب تجنب الأكل من المال الحرام، وننبهك إلى أن أكلك من المال الحرام في حال الاضطرار لن يكون حائلاً دون استجابة الدعاء.
والله أعلم.